حقيقة عندما لبسته كنت في الثالثة عشر من عمري وكنت لا أحمل أي يقين داخلي أو ماشابه ، فقط لقد ارتديته موضة بنات جيلي في المدرسة آنذاك.
بالطبع وبمرور الوقت والعمر، يزداد اعتيادي وتعلقي به كجزء مني بحيث حتى لا أتصور كيف يمكن أن أخلعه وأن ينظر إليه الناس هكذا ببساطة، ولكن ظل هذا الشعور الفطري السليم لم يختبر بعد بالتحديات.
خلال فترات المراهقة و الجامعة كان يشوب الحجاب بعض الأخطاء نوعا ما مثل ارتداءه بحيث تظهر الرقبة على الفساتين السواريه لأنها أيضا كانت موضة بهذا الشكل، ولكن حمدا لله لم يطل هذا كثيرا وعدت إلى طريقي.
ظهرت موضة مستمرة إلى الآن وهي موضة خلع الحجاب منهم من أصغر أو أكبر عمرا مني، وإن شكل هذا بعض التحفيز لكثير من أقراني أن يقلدوهم ليحظوا بحرية لبس الفساتين الجذابة والتعليقات الرنانة عن مدى الشياكة والاناقة بالـ "نيو لوك الجديد"، ولكن حمدا لله عندي قناعة لا يخالطها شك بأن الاناقة تكتسب والحرية تمنح بارتداء الملابس لا بخلعها والدليل على هذا.. إن الإنسان القديم كلما يزداد تطورا يداري عوراته شيئا فشيئا.. بدءا من ورقة شجر ثم بقطعة جلد حيوان ثم قماشة منسوجة ثم ملابس تفصل لكل جزء في الجسم،
.ومثال آخر وهو أن الجواري والعبيد هم من كانوا يتركون قليلي الملابس اما الاسياد كان يغطون اجسادهم
منذ ٣ سنوات عندما انتقلت إلى ألمانيا مع أسرتي، تطلب هذا ترك عملي في مصر لأبحث عن آخر هنا في ألمانيا ، حينذاك قابلت أول تحدي حقيقي ومواجهة للحجاب أثناء بحثي عن عمل، اكتشفت إن الحجاب هوية للمسلمة وتشكل شخصية وقوة إرادة يحاربها من لا يؤمن بها
أنا شخصية حركية بصرية محبة جدا للعمل بحيث لا أستطيع أن أجلس في البيت بعد ترك عملي في مصر، فكنت ابحث عن عمل في مجالي وادرس اللغة الألمانية واطرق كل الأبواب التي قد تعلمني حرفا أو تمنحني عملا. قابلت عدة من المدرسين الألمان و أجريت الكثييير من المقابلات التليفونية أو الشخصية، فنلت بدقائق صراحة مع بعض منهم أثناء سؤالي عن أسباب الرفض :
"آنتى الآن في بلد جديده ولازم تتغيري بما يناسبها" قالتها لي أحد المعلمات.
"حجابك غير معتاد هنا ، ولن يقبله الجميع" قالتها أحد موظفات التوجيه لعمل.
"إن خلعتي الحجاب سأجد لك عملا في خلال دقيقة" قالها لي أحد موظفي الموارد البشرية.
"أنا متأكد إنك إذا تعينتي في عمل مرة واحدة في البلد، ستفتح لك كل الأبواب بعدها ولن تلقي مشقة، لكن للأسف لا .أستطيع أن أكون هذا الشخص الأول" قالها لي أحد موظفي الموارد البشرية
وراق لي هذا الحديث خاصة مع مدير بأحدى الشركات لما فيه من تحايل وإقناع وعناد وعزم على التغيير "إن عملك موجود لكن للأسف إذا علم العميل أن من تقدم له الخدمة ترتدي الحجاب لن يقبل بهذا وستكون مشكلة، فما رأيك أن تخلعيه ثم ارتديه فقط في أعيادكم ومسجدكم، فلم أقبل، فقال إذا ما رأيك أن تخلعيه عند باب دخول الشركة وترتديه عند الخروج كأنها بروتوكول لملابس العمل، أعرف مسلمات يعملن معنا ويفعلن هذا، فلم أقبل ، فقال ما رأيك أن تلبسيه كعمامة (بونيه أو سبانيش) بحيث تظهر الرقبة وقليل من الشعر الامامي بحيث نقول هذا ليس حجاب ولكن فقط ستايل تحبه، فذهلت كيف عرف كل هذا ولكن صدمته بالرفض حتى قال لي ، فكري يومين ليس من الضروري إن تجاوبي الآن ، لكن اصررت إن هذا جوابي النهائي بدون تفكير"
والطريف أن بعد أسبوع بالضبط ، حدثني هذا المدير بأنه قبلني، وهذا كان أول عمل لي في ألمانيا بعد رحلة بحث مكثفة دامت ١٠ شهور"إن الله على ما يشاء قدير" :)
...وكأنه النور الذي أضاء لي طريقي من جديد
#الحجاب_هوية_للمسلمة
#Hijab_is_a_Muslimah_Identity
سارة محمد حامد عبداللطيف
74 Kommentare